خفايا في الفلسفة الفيثاغورية على حساب الحساب


أبدأ بهذه العبارة : الرياضيات طاهره نجستها الفلسفه الفيثاغوريه !
لماذا لم يكن تاريخ الأنبياء حافل بالمنجزات الرياضية ، و ما كان توجههم رياضي أو يميلون للرياضيات و تاريخها ؟! أكثر الفلاسفة و أعظمهم هم من رواد عالم الرياضيات ، و أولهم فيثاغورس الذي تحاشا الحكمة بمحبتها ليبرر كل أقواله الحكيمة و اللا حكيمة بهذا الحب و أصبح أصطلاح الفلسفة و الفيلسوف غطاء لأقوال و تفكرات و ميول و نزعات و تأملات صائبة و غير صائبة . ليس فيثاغورس الفيلسوف كسائر الفلاسفة ، لأنه الحكيم الذي أقحم الحكمة بما لا يدعوا إليه الحكماء ، أقحمها بحساب و أعداد و أرقام و هندسة و رياضيات . الحكمة التي تقف على أعداد تسقط بعدد . عندما يرى فيثاغورس أصل العالم
هو العدد ، و كل الأشياء أعداد بما فيها الأعداد نفسها ، تضيع الحكمة بين العدد الكبير ومحاشاته و الصغير و إهماله .
يقول الشهرستاني في آتاب الملل و النحل : كان (فيثاغورس) في زمان سليمان النبي بن داود عليهما السلام قد أخذ الحكمة من معدن النبوة وهو الحكيم الفاضل ذو الرأي المتين والعقل الرصين . النبي سليمان عليه السلام عاش في الفترة بين 970 الى 930 قبل الميلاد و فيثاغورش عاش في الفترة بين 600 الى 500 قبل الميلاد . لا أدري على أي فيثاغورس يتكلم الشهرستاني . و أي حكيم يأخذ الحكمة من الأنبياء و يقول بتناسخ الأراواح هذا بعيد عن تعاليم الأنبياء عليهم السلام . في سيرة حياته ، إقترنت ولادته بكرامات و نبؤات تبشر بمولود ينتفع به كل البشر و لادخل لإمه بولادته فهو إبن الإله أبولون ، أخذ الحكمة من معدن النبوة من سليمان عليه
السلام ، تتلمذ على يد طالس و إلتقى بزرادشت الحكيم و إن شكك التاريخ بهذا اللقاء فتاريخ زرادشت في أكثر الروايات بعيد كل البعد عن الفترة التي عاش فيها فيثاغورس ،إلتقى البراهمة في الهند .
الحقوق و المساوات التي حضت بها المرأة في التعاليم الفيثاغورية ، و الدعم المادي منغني قوي لتأسيس مدرسته ، و الدور الذي لعبته زوجته في حياته و بعد مماته في نشرأفكاره و تعاليمه ، تضيف الشكوك و الحيرة حول شخصيته ، فهوواحد من الحكماء السبعة ، و ذو مكانة في تاريخ العلم و الفلسفة ، أنصفه التاريخ و حتى بالغ في وصفه و ماأريده في هذا المقال هو تنقية الشخصية الفيثاغورية ، و البحث عن كيفية دخول لعبة الأعداد و الحساب في الحكمة و تأثيرها على الأحكام . أقوى يد خفية عبثت بالحكمة الإلهية هي الفلسفة ، و بما إنها إنتاج فيثاغوري قوّمها بالرياضيات لذلك أستهدفت الرياضيات و الحساب الفيثاغوري . فيثاغورس من نوابغ زمانه و عزز نبوغه بتنقلاته بين مصر و بابل و بلاد فارس و الهند، و تلمذته على يد طالس جعلته على دراية و معرفة برياضيات زمانه ، قال الحكمة لله وحده و أنا لست بحكيم و إنما محبّ الحكمة حتى أصبح هذا الحبّ سبب لتحبب الأرقام ، والأنغام و الإنسجام ، عندما توفرت له فرصة قول ما عنده قاله للخواص و إنتفضت عليه العوام . لست بصدد فيثاغورس الرياضي أو الفيلسوف ، بقدر ما أنا بصدد فيثاغورس إبن الإله أبولون !
ما قاله فيثاغورس في التوحيد و الوصف الذي يوصف به الله سبحانه و تعالى بأنه : واحدلا كالآحاد ولا يدخل في العدد ولا يدرك من جهة العقل ولا من جهة النفس فلا الفكر العقلي يدرآه ولا المنطق النفسي يصفه فهو فوق الصفات الروحانية غير مدرك من نحو ذاته وإنما يدرك بآثاره وصنائعه وأفعاله وكل عالم من العوالم يدرآه بقدر الآثار التي تظهر فيه صنعته فينعته ويصفه بذلك القدر الذي يخصه من صنعته . هذا ما وصفته الأنبياء . تعاليمه التي تحضر على تلاميذه تقليب النار بالقضيب الحديدي هي تعاليم مجوسيه ، و إيمانه بتناسخ الأرواح و إن الروح لا تفنى بفناء الجسم و إنما تنتقل لجسم إنساني أو حيواني هي أفكار هندية ، تأملاته الروحية و إدعائه أنه شاهد العوالم العلوية بحسه وحدسه وبلغ في الرياضة إلى أن سمع حفيف الفلك و وصل إلى مقام الملك ، هذه سلوكيات عرفانية و صوفيه . عن أي فيثاغورس سنبحث عن صاحب الكرامات ، أم عن جليس الأنبياء و الحكماء ، أم عن الصوفي ؟ يقول فيثاغورس الرياضي : مبدأ الموجودات هو العدد وهو أول مبدع أبدعه الباري تعالى فأول العدد هو الواحد وله اختلاف رأي في أنه هل يدخل في العدد أم لا ؟ وميله الأآثر إلى أنه لا يدخل في العدد فيبتدئ العدد من اثنين ... الى أن قال الفيثاغوريون : النقطة في مقابلة الواحد والخط في مقابلة الاثنين والسطح في مقابلة الثلاثة والجسم في مقابلة الأربعة وراعوا هذه المقابلات في تراكيب الأجسام وتضاعيف الأعداد.
لم تكن مبرهنة فيثاغورس غريبة عن العقل البابلي فكانوا على دراية بثلاثيات فيثاغورس و المثلث الذي أضلاعه خمسة و أربعة و ثلاثة قائم الزاوية . لقد صادرت المدرسة  الفيثاغورية جهد القرون التي سبقتها من أحكام سماوية ، و تعاليم فارسية و سلوكيات هندية و رياضيات مصرية و بابلية . من أتى بعرش بلقيس بأقل من طرفة عين ، أو من بنوا مدينة إرم ، و من بنوا الأهرام و الجنائن المعلقة ، ألم يكانوا على دراية بالنسبة الذهبية و قاعدة فيثاغورس ؟
رياضيات فيثاغورس و فلسفته و تعاليمه الى اليوم ، لا تخلو كتب المدرسة من جدول الضرب و من قاعدة فيثاغورس للمثلث القائم الزاويه ، و لا تخلو الأفكار الفلسفيه من تناسخ الأرواح ، و الملابس البيضاء و عدم أكل اللحوم و العناصر الأربعة و غيرها . هل هذه المبرهنة و تناسخ الأرواح و عدم أآل اللحوم من عنده أو جاء بها من معابد مصر و بابل و الهند ، في كلا الحالتين هي اليوم مُبرهنته و فلسفته . لا أرى جدوى من ردها أو إثباتها ، مُبرهنة فيثاغورس تجاوز عدد براهينها المئتان و الخمسون برهاناً ، و لا برهان أو إثبات واحد على تناسخ الأرواح ، ما حلت روح إنسان بإنسان و لا بحيوان . ما هذه الحكمة التي حبّها يسمح لبعض الأحكام بأنواع البراهين و يحجب عن البعض البراهين ، هل الخلل في الحكمة أم في محبّها ؟! إذا كانت حكمته قائمة على الأعداد فلماذا نجحت في بعض الأحكام و فشلت في غيرها ، لماذا حاول الكتمان على جذر الأثنين ! ما هي القوى التي وراء فيثاغورس التي مكنته من زج الرياضيات في الحكمة من خلال الفلسفة ، و ما هي الغاية و الهدف من هذا الزج ، هل هي حكمة مُدبرة . عندما فتح فيثاغورس باب التفلسف و غلق باب الحكمة دخلت الأنغام الموسيقية بيت الحكمة على إيقاع الأعداد الطبيعية و الكسريه ، دخولاً لوث الحكمة و الرياضيات . بقت الرياضيات محافظة على طهارتها من آهنة المعابد ، و رجس الشياطين حتى لوثها إبن الإله أبولون إله الموسيقى ! يمكن لمس فلسفة الأعداد في الفكر الفيثاغوري عند فتح أسرار الطلاسم ، لكل عدد في الطلسم تفسير و تعبير و قوة و ضعف ، و رابطة مع الأعداد و الحروف التي تحيط به .
الرياضيات التي وصلت الى فيثاغورس ، هي رياضيات مُسربة ، ما أراد الحكماء تسريبها لطهارتها ، فكانوا على دراية بقصدها و قاصدها . تسربت الى الفكر الفيثاغوري عن قصد لأنها أقوى حجة تزلزل جميع الحجج أستهدفها الشيطان بالبرهان ، لإن لا برهان كبرهانها . الموسيقى روحية و الرياضيات عقليه ، الكفر و الإيمان روحي ، و الثواب و العقاب عقلي ، عمدت الفلسفه الفيثاغورية الى نقل أدواة العقل الى الروح ، و أدواة الروح الى العقل و هذه هي المفسدة الروحية و العقلية ، أعطى فيثاغورس و مدرسته بُعداً روحياً الى الأعداد ، و بُعداً عددياً الى الروح ، هل يسمح هذا على الروح ، و يُعدّ هذا على العدد؟
 أدرك السفسطائيون دجل المنهج الفلسفي بإتخاذه الرياضيات ذريعة لتمرير و تبرير الأفكار الحكيمة و اللا حكيمة تحت غطاء الفلسفة ، من أخطائهم هجومهم على الرياضيات بالرياضيات ، و على الفلسفة بالفلسفة ، و كان الأجدر لو إنهم هاجموا الرياضيات بحكمة ، و الفلسفة بأحكام .
لقد أسس فيثاغورس مدرسة فلسفية نصف دائرة على حساب الرياضيات ، تحيطها السرية التامة و التعليم الشفهي فتح بابها للنخب ، يتزاوجون بينهم ، يتقاسمون أشيائهم ، يعرف بعضهم بعضاً بإشارة النجمة الخماسية ، ماسونية فلسفية جذورها شيطانية على حساب الحساب . بدأت هالة الغموض حول العلم و مقاصده من هذه المدرسة الحسابية ، مدرسة إفلاطون الهندسية أمام مدرسة فيثاغورس الحسابية بريئة من الكثير من المقاصد اللا حكيمة . أعطى فيثاغورس مجوز محاسبة الحكمة و حسابها طبق حسابه ، الرياضيات كمفهوم و إصطلاح أكثر مرونة من الحساب ، الحساب مواضيعه دقيقه ، و الحكمة رقيقة، لا تتماشى المقاصد الرياضية الجازمة ، مع حكمة لازمة ، فالرياضيات حُكم يستطلب برهان ، و الحكمة برهان يستطلب أحكام . كأنما الهدف من الإستدلال الرياضي الذي جاء به فيثاغورس هو إنتقام من حكمة أرادها و ما بلغها ، ما فعله فيثاغورس بالحساب ربما سيجعل الله سبحانه و تعالى لا يحاسبنا بهذا الحساب ! دائماً أقول مع نفسي هل سيحاسبنا الله سبحانه و تعالى بمنطق واحد زائد واحد يساوي إثنين ؟! إنه منطق حسابي إستعمله إبن أبولون و برر به غاياته قسم الأعداد الى زوجية و فردية ، صنفها أوليه و مثلثية و مربعية و خماسية ، و تامة و ناقصة ، و متحابة و غير متحابة . أخذ هذه الخواص الحسابية و بنى عليها نزواته النفسية و تعاليمه الصوفية و أنغامه الموسيقية ، و شُيدت على فلسفته و حسابه مدارس و مذاهب كأخوان الصفا و القبالة و غيرها ، جاءت بعلوم و سياسات ستملأ الأرض ظلماً و جوراً ، فهل بهذا الحساب و بهذه الرياضيات يمكن ملأ الأرض قسطاً و عدلاً ؟! لماذا حساب عالم الرؤيا يختلف عن حساب عالم اليقظة ؟حساب عالم الرؤيا و رياضياته ليس كحساب عالم اليقضة و رياضياته . كان الحساب رحيم و طاهر و بسيط مخلوق للرتق لا للفتق ، لو حاسبنا به الله سبحانه و تعالى لإمتلأت الجنة بنا ، ذنب يقابله مغفرة ، آواحد يقابله ناقص واحد المجموع لا شئ ، هل هذا الحساب يرضي إبليس ؟! بأي حساب سيحاسنا الله سبحانه و تعالى نسأله الحساب اليسير ، أحياناً أرى ملامح الحساب العسير ، عندما أستيقض من رؤيا ، أخذت فيها عشرة أشياء لكن أرى ما عندي فقط شيئان ! عسرته لغرابته عن حسابنا . ربما كان الحساب قبل فيثاغورس ليس كالحساب بعد فيثاغورس و جذر الأثنين عدد أصمّ ، و النسبة الثابتة عدد متسام هي ذنوب فيثاغورية و عقوبة عددية . عندما أدخل مينكوفسكي الأعداد الخيالية في تحويلات لورنتز جاءت ويلات النسبية .
______________________________________________________
- عدد أصمّ عدد لا يمكن كتابته بصورة كسر من بسط و مقام ، عدد متسام عدد لا يمكن أن يكون جذر معادلة جبرية .
لتحميل المقال بصيغة pdf 

الرياضيات AE: خفايا في الفلسفة الفيثاغورية على حساب الحساب